المجتمعات العربية تنظر إلى التحرش الجنسي على أنه سلوك سيئ ومنحدر، وغير مقبول دينيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، ومع ذلك تشهد هذه المجتمعات حالات كثيرة جدًا من التحرش، ويبرئ
المتحرشون أنفسهم بأن يتحججوا بلباس المرأة وكيف أنه يثير غرائزهم، أو أنهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، وعلى ذلك فإن للأسرة والمجتمع دور في القضاء على هذه الظاهرة.
المتحرشون أنفسهم بأن يتحججوا بلباس المرأة وكيف أنه يثير غرائزهم، أو أنهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، وعلى ذلك فإن للأسرة والمجتمع دور في القضاء على هذه الظاهرة.
التحرش من وجهة نظر المجتمع:
المجتمع يعتبر التحرش ظاهرة فردية:
تعاني مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص من العديد من المشكلات التي تضاعف من حجم ظاهرة التحرش، ويتمثل جزء كبير من هذه المشكلات في:
- اعتبار التحرش ظاهرة فردية وعدم الاعتراف بها كمشكلة اجتماعية جادة.
- اعتبار التحرش عائدًا لنمط ملابس معين واستغلال ذلك في إلقاء اللوم على الضحايا.
- إطلاق أحكام معممة على تدني أخلاق الفتيات جميعهن دون براهين موضوعية.
- عدم تقديم المتحرشين للمحاكمة القانونية بداعي الحفاظ على مستقبله.
- رفض الإبلاغ عن جرائم التحرش بداعي الخوف من الفضيحة.
- تدني المستوى الأخلاقي لنسبة كبيرة من الأعمال الفنية مما يؤدي إلى ترويج مفاهيم منحرفة مثل التحرش والبلطجة والإدمان.
- معاملة الابن في المنزل على أنه صاحب سلطة على أخته بشكل مطلق، وليس كأخ يُفترض به حماية أخته ودعمها وليس السيطرة عليها ككائن أدنى.
- المدارس الحكومية التي يتعلم بها أغلب الأطفال تكون منفصلة – غير مختلطة – مما يجعل الطفل غير مؤهل للتعامل بشكل سوي مع الجنس الآخر.
خرافات حول أسباب التحرّش الجنسي:
هناك العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول التحرش الجنسي، والتي تظهر الدراسات الإحصائية كونها مفاهيم غير صحيحة عن أسباب التحرش، وسوف نعتمد في حديثنا هنا على دراسة أجرتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على عينة من السيدات في مصر تنوعت بين عدة مدن لتجميع عينة معبرة قدر الإمكان عن الواقع.
1 - خرافة: التحرش لا يحدث إلا للسيدات اللاتي يمشين في الشارع في أوقات متأخرة:
تشير الدراسة إلى أن نسبة التحرشات التي تحدث في المساء بعد الساعة العاشرة لا تتجاوز 10%، بينما أكثر من 12% تحدث في فترات النهار، وأكثر من 65% تحدث طوال اليوم دون اعتبار للتوقيت.
2 - خرافة: التحرش مجرد حادثة عابرة وليست ظاهرة:
تشير الدراسة إلى أن ما يقارب 50% من السيدات في العينة يتعرضن للتحرش بشكل يومي، بينما 19% يتعرضن للتحرش بشكل أسبوعي، وقد أفادت أقل من 4% من السيدات أنهن قد تعرضن للتحرش مرة واحدة فقط.
3 - خرافة: التحرش يصدر من فئة معينة من المهن:
تشير الدراسة إلى ارتفاع معدلات حدوث التحرش بالفعل من بعض الفئات مثل السائقين والحرفيين والعمال والتي يمارس 50% سلوكًا ذا علاقة بالتحرش وفقًا للدراسة.
لكن رغم ذلك فإن هناك العديد من الفئات الأخرى التي يمكن أن يصدر منها التحرش؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن يصدر التحرش بنسبة 10% من زملاء العمل، وبنسبة 15% من أفراد الأمن المفترض بهم حماية الضحايا في الأساس، وبنسبة 7% قد يحدث التحرش من أقارب.
ولكن أعلى النسب التي ترتبط بالتحرش هي تلك المرتبطة بطلبة المدارس والجامعات حيث إن 60% منهم يمارسون التحرش وفقًا للدراسة.
4 - خرافة: التحرش ينتج فقط من الكبت الجنسي:
والمعتقد الخاطئ هنا أن السبب الوحيد للتحرش هو الكبت الجنسي؛ حيث إنه وفقًا للدراسة التي ذكرناها فإن ما يقارب 60% فقط من المتحرشين يمارسون ذلك بهدف الحصول على إشباع جنسي.
بينما ما يقارب 25% يمارسون فعل التحرش بدافع العادة لا أكثر!! و25% آخرون يمارسون هذا الفعل المنحرف بهدف إثبات الذكورة وزيادة الثقة في النفس.
5 - خرافة: التحرش يحدث في الأماكن الخطرة فقط:
تشير الدراسة إلى أن احتمالات حدوث التحرش في الشوارع والمواصلات العامة تزيد عن 80%، مقارنة بنسبة تقارب 60% في كل من الأسواق والشواطئ الصيفية.
6 - خرافة: التحرش يحدث للفتيات سيئات الخلق فقط:
تشير الدراسة إلى أن هناك 90% من الطالبات يتعرضن للتحرش، وأكثر من 60% من السيدات العاملات، وأكثر من 40% من ربات البيوت.
والأكثر أسفًا هو أن حتى الفتيات المصابات بإعاقة ذهنية لا ينجون من التحرش حيث تصل نسبة التحرش بصاحبات الإعاقة الذهنية لأكثر من 15%!!
وفي الإجمالي فإن نسبة 99% من السيدات والفتيات في عينة البحث قد تعرضوا لأحد أنواع التحرش مرة على الأقل في حياتهن.
التحرش الجنسي ظاهرة تهدد المجتمع:
يتمثل خطر ظاهرة التحرش على المجتمع في انعكاساته السلبية على الضحايا واللاتي غالبًا ما يفتقدن فرصة الحصول على حقهن بشكل قانوني مما ينعكس عليهن بعدة طرق مثل:
- الخوف من التواجد في الشارع وافتقاد الأمان.
- كراهية الجسد وانخفاض تقدير الذات.
- النفور من العلاقة الحميمة مع الزوج.
- النفور من الذكور بشكل عام وفقدان الثقة في التعامل معهم.
- النفور من فكرة الزواج والارتباط.
- تكون مفاهيم مغلوطة ومكروهة عن الجنس.
- وقد تصل الأمور في بعض الحالات للرغبة في الانتحار.
وتتفاقم هذه الانعكاسات النفسية الخطيرة مع عدم الحصول على مساعدة نفسية متخصصة ومع التعرض المتكرر لنفس التحرشات؛ مما ينتج عنه في النهاية:
- انخفاض القدرة على العمل والإنتاجية.
- انخفاض الحماس الدراسي وتدهور نتائج الامتحانات.
- ضعف الانتماء للمجتمع وفقدان الثقة فيه.
- عدم القدرة على بناء علاقات إنسانية طبيعية نتيجة الخوف المفرط من الآخرين.
التحرش الجماعي:
في هذا الجزء من المقال سوف نناقش التحرش الجماعي كنوع من أنواع الهياج والهستريا الجماعية، ونحاول أن نعرف الظروف التي تحيط بمثل هذه الأنواع من الهستريا حتى نستطيع التبوء بها وتجنبها أو على الأقل تجنب التواجد في وسطها.
على مدار التاريخ لاحظ العلماء حالات من الهياج الجماعي تصيب بعض الحشود وتتضمن القيام المفاجئ بسلوكيات غريبة مثل الصراخ أو القيام بحركات غريبة واصدرا أصوات غير طبيعية، وقد اتفق على تسمية مثل هذه الحالات بالهستريا الجماعية.
ومن الحقائق المتوفرة عن التحرش الجماعي كنوع من الهستريا الجماعية ما يلي:
- أن فرص حدوثها تزداد في المجتمعات المنغلقة.
- أن الأمر يبدأ يشخص واحد يمارس فعل ما ثم يبدأ الآخرين بمحاكاته.
- زيادة انتشار الأمر تتناسب طرديًا مع التقارب المكاني بين الأشخاص.
- حالة التحرش الجماعي ليست محدودة بإطار زمني أو مكاني، فبعض الحالات تكون مدفوعة برؤية أخبار وحالات سابقة للتحرش الجماعي مع الاشتراك في الخلفية الثقافية والنفسية.
- التركيز الإعلامي المباشر على حالات الهستريا الجماعية يجعلها قابلة للتكرار في نسبة من المشاهدين المشتركين مع الجمهور الأصلي في الخلفية النفسية، وهذا لا يعني تجاهل حالات التحرش الجماعي، ولكن المقصود هو نشر تفاصيل حالة التحرش الجماعي نفسها كفيديوهات مباشرة، فهذا يؤدي إلى تبني بعض المشاهدين ذوي الخلفيات النفسية المشتركة مع المتحرشين الأصليين لنفس السلوك في مكان آخر.
البيئات الخطرة:
وفق كل المعلومات السابقة يمكن تلخيص بعض مواصفات البيئات الخطرة والتي تزداد فيها احتمالية التحرش بالأماكن التي تتجمع فيها المواصفات التالية:
- منطقة خالية من الناس توفر للمتحرش فرصة سانحة للاعتداء.
- منطقة مكتظة بأشخاص يتراوح عمرهم بين 18 - 28 سنة.
- منطقة غير خاضعة لسيطرة أمنية كافية.
- منطقة بها أعداد كبيرة من البشر المصابين بنوع من الهياج الانفعالي الزائد.
- منطقة تتكرر بها حالات التحرش بشكل معروف.
- منطقة يتواجد بها العديد من أصحاب السوابق أو المدمنين.
- منطقة بها معدلات مرتفعة للعنف والجرائم بشكل عام.
المجتمع المدني والتحرش في مصر:
تقوم بعض منظمات المجتمع المدني والمشاريع التطوعية بعمل جهود ساعية لمواجهة التحرش.
ومن أمثلة هذه الجهود في مصر موقع خريطة التحرش http://harassmap.org/ar والذي يعمل على مساعدة ضحايا التحرش من خلال توفير موارد ومعلومات عن الوسائل المتاحة لمواجهة التحرش.
الخط الساخن لمواجهة التحرش في السعودية:
وفي السعودية تتخذ الدولة بعض الإجراءات الهادفة لمواجهة حالات التحرش خاصة التحرش ضمن الأسرة الواحدة من قبل العاملين في المنزل أو من قبل بعض الأشخاص ذوي الميول الغير سوية.
ومن أمثلة الجهود الهادفة لمواجهة التحرش جهود جمعيات حقوق الإنسان السعودية من خلال التوعية وتوفير وسائل للإبلاغ عن حالات الاعتداءات الجنسية بكافة أنواعها.
وكذلك يوجد جهود تطوعية مثل مدونة حقوق المرأة السعودية التي تستهدف توعية المرأة ودعمها بكيفية التصرف مع أي اعتداء http://saudiwomenrights.wordpress.com/.
دور التعليم في مقاومة التحرش:
تشير الدراسات المختلفة إلى أن نسبة التحرش تزداد لدى الذكور أقل من 28 سنة، كما تشير بعضها إلى أن نسب ممارسة التحرش في الطلبة قد تصل إلى 80%؛ لذا يتضح لنا أهمية التركيز على التعليم من أجل توعية النشء بمخاطر التحرش.
ضحايا التحرش بين كدمات وجروح وصدمة نفسية:
من أجل فهم التحديات التي تمر بها ضحية التحرش الجنسي ينبغي أولًا التعامل الطبي مع الآثار المباشرة لعملية الاعتداء والتي تشمل:
1) فحص طبي عاجل:
تتمثل أهمية الفحص الطبي العاجل في اكتشاف أي إصابات خطرة لدى الضحية تستدعي تدخل علاجي طارئ، بالإضافة إلى عمل تقرير شامل عن تفاصيل الإصابات الخاصة بالحالة والذي يلعب فيما بعد دور مهم في حفظ الحقوق القانونية للضحية وضمان توثيق تفاصيل الحالة بشكل أدق.
2) التقييم النفسي العاجل:
يستدعي التقييم النفسي العاجل التعامل مع المحاور التالية:
- تهدئة الضحية والتخفيف من الفزع والتوتر الشديد الناتج عن التجربة الصعبة التي تعرضت لها.
- إعطاء الضحية شعور بالأمان وأن الخطر قد زال.
- التأكد من عدم مرور الضحية بأي مضاعفات نفسية خطرة مثل محاولات الانتحار بعد الحادثة.
3) المساعدة النفسية الشاملة:
وتتضمن هذه المساعدة نطاق من جلسات العلاج التي تتعامل مع أكثر المضاعفات النفسية شيوعًا والتي تحدث لضحايا التحرش وتشمل:
- الاكتئاب، والذي يصيب نسبة كبيرة من ضحايا التحرش بدرجات متفاوتة.
- توتر ما بعد الصدمة، وهذا الاضطراب يختبره أغلب الناس عند مرورهم بحادثة صعبة؛ حيث يبدأ الشخص في استرجاع تفاصيل الحادثة بشكل متكرر ويسترجع معها جميع أحساسيس الخوف والتوتر المصاحبة للحادث الرئيسي.
- الانتحار، ينبغي وضع التفكير في الانتحار لدى ضحايا التحرش موضع التدقيق النفساني الجاد؛ حيث إن بعض الدراسات تشير إلى أن ما يقارب 15% من ضحايا التحرش تراودهم أفكار عن الانتحار مرة واحدة على الأقل في الستة أشهر التالية للحادث.
- اضطرابات النوم، تمثل مشكلات النوم أمر شائع في ضحايا التحرش الجنسي، ويرجع ذلك إلى الدائرة المفرغة بين التوتر وبين اضطراب النوم؛ حيث يؤدي التوتر إلى مشكلات في النوم تؤدي بدورها إلى زيادة التوتر في اليوم التالي وهكذا يبقى الأمر في دائرة مفرغة من المعاناة مالم يتدخل الطبيب المتابع للحالة بمساعدة علاجية مناسبة.
4) الأعراض الجسمانية طويلة المدى:
- ارتفاع ضغط الدم: تزداد نسبة حدوث ارتفاع ضغط الدم في السيدات اللاتي يتعرضن للتحرش بشكل متكرر وفقًا لبعض الدراسات وذلك كنتيجة لما يعانينه من توتر وشد عصبي مستمر.
- آلام العظام والعضلات: تزداد نسبة التعرض للكدمات سواء بسبب التحرش الجسدي المباشر أو بسبب المقاومة.
- الأعراض الجسمانية النفسية: في بعض الحالات المتقدمة قد يؤدي استمرار الأعراض النفسية وتطورها إلى انعكاسها على تطور أعراض جسمانية وعضوية دون خلفية مرضية مباشرة.
إعادة تأهيل ضحايا التحرش:
تختلف استجابة ضحايا التحرش للدعم النفسي من حالة لأخرى وفق نوع ودرجة التحرش وكذلك وفق الخلفية النفسية للضحية بشكل عام.
لذا تعتمد محاور خطط تأهيل ضحايا التحرش بشكل عام على:
- توضيح أهمية زيارات المتابعة بالنسبة للضحية.
- التأكيد على أن حادثة التحرش التي حدثت ليست خطأها على الإطلاق.
- التأكيد على أن الضحية لا تستحق التعرض للتحرش لأي سبب سواء كان نوع ملابس معينة أو لمجرد كونها أنثى.
- فتح النقاش مع الضحية بشان مخاوفها والتحديات التي تمر بها وكيفية التغلب عليها.
ومن مميزات برامج التأهيل النفسي الناجحة قدرتها على:
- تقليل انعزال ضحية التحرش عن المجتمع.
- تقليل معدلات الأمراض النفسية ومحاولات الانتحار.
- تشجيع الضحية على بناء شبكة الدعم التي تساندها بنفسها.
- تشجيع الضحية على الاندماج في أنشطة لمواجهة التحرش ولمساعدة ضحايا آخرين على تخطي أزمتهم.
ويتم هذا من خلال شبكة من المتخصصين تتضمن:
- طبيبًا متابعًا للحالة على دراية بكافة تفاصيلها من البداية.
- أطباء متخصصين في الطب النفسي يتم تحويل الحالة إليهم حال حاجتها لمساعدة نفسية متقدمة.
- مجموعات دعم من السيدات اللاتي تعانين من نفس المشكلة.
- أخصائيات اجتماعيات.
- متطوعين مدربين على الدعم النفسي.
دور الأسرة في دعم ضحية التحرش:
دعم أسرة ضحية التحرش يعتبر شيئًا أساسيًا في مساعدتها على تجاوز المحنة الصعبة التي تمر بها، وللأسف الشديد فإن هذا الجانب يعتبر من نقاط الضعف في الكثير من حالات التحرش لكون أفراد الأسرة خاصة الذكور من الخلفية الثقافية التي تشجع التحرش من الأساس.
ولكن ينبغي الانتباه حيث إن تصرفًا خاطئًا من العائلة التي يفترض بها حماية ودعم الضحية قد يؤدي إلى آثار نفسية كارثية.
نصائح الأسرة لدعم ضحايا التحرش:
يُنصح بأن يعمل دور الأسرة والأصدقاء على دعم ضحية التحرش من خلال:
- التأكيد على أن حادثة التحرش ليست ذنب الضحية بأي حال من الأحوال.
- عدم إلقاء اللوم على الضحية نهائيًا.
- مواساة الضحية بشكل متزن ودون تصرفات مفتعلة تعطي شعور بالشفقة.
- انتبه لكون ضحايا التحرش في بعض المراحل يعانون حساسية زائدة من التلامس الجسدي مع آخرين من خلال العناق أو الربت على الاكتاف أو غيرها من وسائل إظهار التعاطف.
- لا تبالغ في الرثاء، وركز في حديثك مع الضحية على أن الحادثة ليست نهاية الكون وأنها رغم صعوبتها سوف يمكن التغلب عليها وتعديها.
- انتبه من الحديث بصيغة تعطي الضحية انطباع أن حياتها قد انتهت ودمرت بمجرد حدوث التحرش.
- أعط مساعدة للضحية إذا طلب منك ذلك فقط.
- تجنب استغلال مكانتك الأسرية لتوجيه مسار حياة الضحية سواء من خلال إجبار الضحية على قرار معين تجاه الحادثة أو من خلال فرض نمط حياة معين على الضحية؛ وذلك لأن أشد ما تحتاجه الضحية أن تشعر بأنها صاحبة القرار وأنها مسيطرة على حياتها كما ينبغي.
- ادعم قرار الضحية حتى لو كان مختلفًا مع رأيك؛ لأن الضحية في كل الأحوال هي الأدرى بنفسها وبما يمكنها فعله.
- تفهم غضب وصدمة ضحية التحرش وحاول احتوائها بصبر وهدوء قدر الإمكان.
مقاومة التحرش بين الوقاية وسرعة التصرف:
قبل نهاية مقالنا نضع بعض النقاط التي تساعد على خفض احتمالات التحرش نسبيًا:
1) احرصي على المشي بثقة وحزم؛ فذلك يعطيكي قوة تجعل المتحرش يتردد في مهاجمتك.
2) لا تنتظري أن يتطور المتحرش من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، بل استبقيه بسلوك عنيف.
3) الصمت أسوأ ما يمكن أن تفعليه، احرصي على مواجهة المتحرش بصوت عالي يضمن انتباهًا أكبر عدد ممكن من الناس.
4) لا تترددي في طلب المساعدة والاستنجاد بالمارة، فرغم كل شيء هناك احتمال ليس بالقليل أن يتحرك احد ويساعدك.
5) تجنبي أماكن التجمعات الكبيرة الغير خاضعة لسيطرة الأمن.
6) تجنبي تجمعات الطلبة من سن 15-25 سنة قدر الإمكان واختاري شوارع بديلة.
7) عند ذهابك لمنطقة غير مألوفة لك يفضل أن تصطحبي آخرين معك، خاصة إذا كانت منطقة ذات مستوى اجتماعي متدنٍ.
8) احرصي على امتلاك أدوات خاصة للدفاع عن النفس تتناسب مع قدرتك الجسدية وتحقق اكبر قدر من الإيذاء للمعتدي.
9) عند ركوب مواصلات خاصة كالسيارات احرصي على تسجيل رقم السيارة وإبلاغه لأحد المعارف من خلال التليفون مع معرفة السائق أنك فعلتي ذلك حتى يرتدع عن أي تصرف منحرف.
10) كوني حازمة مع أي بوادر تحرش تصدر من أي شخص، ولا تضطري نفسك للانتظار على أمل توقفه.
11) عند صراخك للاستنجاد احرصي على أن يكون كلماتك واضحة وتعبر عن تعرضك لتحرش جنسي وطلبك للمساعدة؛ حيث إن هذا يغلق الطريق على بعض المتخاذلين الذين قد يبرروا عدم التدخل بعدم معرفتهم بما يحدث.
أدوات منزلية للدفاع عن النفس ضد التحرش:
للأسف في ظل الفوضى المجتمعية والانتشار المؤسف لظاهرة التحرش يصبح امتلاك أدوات للدفاع عن النفس أمرًا لا غنى عنه.
ومن أكثر الأدوات استخدامًا وفقًا للدراسات التي بحثت في وضع التحرش في مصر:
1) الدبابيس:
تأتي الدبابيس على رأي القائمة حيث يستعملها حوالي 50% من النساء في مواجهة التحرش، وتتراوح هذه الدبابيس بين دبابيس ربط الحجاب ودبابيس الأوراق والدبابيس المصممة خصيصًا لمواجهة المتحرش والتي يمكن ارتداؤها على شكل خاتم أو ما إلى ذلك.
2) الصفع:
لا تستهيني بصفعة يد من سيدة مذعورة حيث تستجمع فيها قدر كبير من القوة، كما أنه يعطي انطباعًا واضحًا للمتحرش بأن الضحية لن تستسلم بسهولة ولديها قوة للمقاومة، وهو ما يجعل اغلب المتحرشين يتراجع ويهرب خاصة إذا كانت الصفعة مصحوبة باستنجاد بصوت عالي وواضح بالمارة والمحيطين.
3) الصاعق الكهربي:
الصاعق الكهربي يستخدم كوسيلة دفاع عن النفس في حوالي 40% من السيدات، ويتميز بكونه أداة رادعة وذات تأثير قوي للغاية وفي نفس الوقت لا يتطلب قوة جسمانية كبيرة من الضحية، ولكن ينبغي التدرب على استخدامه بشكل ملائم وفي وقت الخطر الحقيقي وليس على سبيل المزاح، كما يجب التدرب على كيفية إمساكه بشكل صحيح يضمن عدم انتقاله ليد المتحرش وتحوله لسلاح ضد الضحية.
4) الأدوات الحادة:
تشمل السكاكين والمشارط والأمواس وغيرها، وتتميز بأن لها قدرة على إحداث إصابة سريعة بالمهاجم بما قد يعطله مؤقتًا ويتيح فرصة للهرب أو المقاومة.
5) سبراي العين:
تستخدم حوالي 7% من السيدات خليط من الفلفل الأسود والأحمر والبهارات الحارة والشطة كوسيلة للدفاع عن النفس، ويعتبر وسيلة فعالة في تعطيل حركة المعتدي وإصابته بفقدان مؤقت للرؤية بشرط أن تكون الخلطة قوية بما يكفي مع سهولة الوصول إليها وإخراجها في وقت الطوارئ.
في النهاية لا يسعنا سوى أن نتمنى أن نعيش اليوم الذي تسير فيه الفتيات والسيدات في الشوارع بأمان حقيقي واطمئنان مستقر في الوجدان، أخبرينا عزيزتي القارئة، ما الوسائل التي يمكن أن تتخذيها إذا تعرضت للتحرش؟؟؟